بابا الفاتيكان: مكافحة تغير المناخ تحتاج إلى جهود شجاعة

بابا الفاتيكان: مكافحة تغير المناخ تحتاج إلى جهود شجاعة
بابا الفاتيكان - البابا فرانسيس

أكد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الجمعة، "تعاطفه الروحي" مع المتضررين من الحرائق التي شهدتها أجزاء من جنوب أوروبا والعواصف التي اجتاحت شمال إيطاليا.

وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية، في برقية أرسلها إلى رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين: إن أحداث الطقس الأخيرة، تؤكد أن "مكافحة تغير المناخ تتطلب بذل جهود شجاعة وبعيدة النظر"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأشارت البرقية إلى أن بعض الخطوات ضرورية لحماية "الوطن المشترك" للبشرية بطريقة مسؤولة، كما أرسل البابا برقية مماثلة إلى مؤتمر الأساقفة اليونانيين.

وقال البابا فرانسيس في كلتا البرقيتين إنه يأمل أيضا: "أن تحفز المخاطر التي يتعرض لها بيتنا المشترك، والتي تفاقمت بسبب أزمة المناخ الحالية، الجميع على تجديد جهودهم لرعاية منحة الخلق، من أجل أجيال المستقبل".

وأشار البابا إلى موجة الحر التي شهدتها بعض الدول الأوروبية في الأيام والأسابيع الأخيرة، وأعرب عن مخاوفه العميقة من التهديدات التي تتعرض لها حياة البشر، وكذلك الأضرار الناجمة عن الحرائق في اليونان وإيطاليا.

وقال البابا أيضا إنه يصلي من أجل كل عمال الإنقاذ والطوارئ.

كلمة البابا جاءت بينما تحترق مساحات شاسعة في 3 قارات تحت درجات حرارة حارقة، وترتفع حرارة المحيطات إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يقول علماء من هيئتين عالميتين لتغير المناخ إن شهر يوليو الجاري سيكون الأكثر حرارة في تاريخ الكوكب بفارق كبير.

وكانت درجات الحرارة في يوليو متطرفة للغاية حد أنه بات "مؤكدًا تقريباً" أن هذا الشهر سيحطم الأرقام القياسية "بفارق كبير"، وفقًا لتقرير نُشِر من قبل خدمة Copernicus لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية